كيف نعالح قسوة القلوب

كيف نعالج قسوة القلوب

الحمد لله المنعم على عباده بما هداهم اليه من الايمان والمتمم احسانه بما اقام لهم من جلي البرهان وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه و من تبعهم باحسان الى يوم الدين
لا االه الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير هو الاول والاخر والظاهر والباطن الاول بلا بداية والاخر بلا نهاية سبحانه وتعالى عما يشركون هو الله بذاته وصفاته واسماءه وامره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون لا تدركه العقول ولا الابصاروالقلوب تفقهه لا يحيط به اي شيء لا مكان ولا زمان فهو الذي خلقهما بقدرته سبحانه.
من الامراض النفسية التي يعاني منها عدد كبير من المسلمين في الوقت الراهن هو قسوة القلوب هذه المضغة التي حيرت ارباب الفكر فهي ليست القلب النابض بل اسرار ربانية من العليم الخبير وهذه المضغة غذاؤها النور و الايمان وهي مضغة للتفقه وجلاء القلوب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ذكر الله فالقلب يصير لينا بالذكر والوضوء والدعاء والابتعاد عن المعاصي والندم على ما فات من التفريط في حق الله واعلم اخي المسلم ان الصلاة هي مناجاة مسترسلة مع الله فلا بد من الخشوع والتباكي و البكاء اثناء السجود واثناء تذكرك عظمة الله ورحمته وجلاله فالله جلت قدرته سيمدك بالنور و التاييد والبكاء علامة طيبة على الشفاء قال الله عز وجل (كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ) الاية
كما ان علم النفس الحديث يؤكد ان العقل البشري ينقسم الى قسمين العقل الواعي والعقل الباطن والعقل الواعي يشكل جزء واحد من تسعة اجزاء والعقل الباطن عبارة عن مخزون للذكريات وكل ما مر على الانسان وهو يؤثر بشكل مباشر في العقل الواعي فعندما يشحذ الانسان هذا المخزون الهائل بالعمل الصالح فهو يؤثر بايجاب في العقل الواعي حيث ان هناك ترابط عميق بين الخلجات والجوارح والملكات وكلما كان صفاء الباطن اثر على العقل الواعي للانسان و اشع نورا
لذا اكد العلم النفسي الحديث ان 70 في المائة من الامراض النفسية يعالجها الشعور الديني
واليس كتاب الله عز وجل فيه شفاء لما في الصدور وفقنا الله لصالح الاعمال حتى نجد حلاوة ونورا في ذكرالله وتلاوة كتابه وفي صلاتنا ومناجاتنا ودعاءنا.

اخوة الايمان..

يشتكي عدد من الاخوة انه لا يحصل لهم خشوع اثناء تادية الصلاة او اثناء الذكر و اثناء الدعاء وهذا امر خطير على الامة الاسلامية وقلما نبه العلماء لذلك
فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح ( الا في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب)
قال الامام الغزالي القلب من عالم الملكوت وقال ابن تيمية الظاهر لا بد له من باطن يوافقه فهذا القلب ليس هو القلب النابض بل اسرار الاهية
والمسلم عليه ان يجتهد في تليبن هذه المضغة النورانية الربانية باتباع هذا النهج
1- فاثناء الوضوء يجب ان يستحضر العبد قلبه مع الله يستحضر انه يطهر نفسه من الذنوب والدنس وان الذنوب تتساقط بفعل الماء المطهر فالطهارة لها اثر ايجابي على القلب
2- كما يجب التمسك بالطاعات والابتعاد عن المعاصي التي تميت القلب
3- واثناء تادية الصلاة يجب استحضار عظمة الخالق وليعلم المسلم انه شديد الافتقار الى الله الذي خلقه وصوره كما يجب ان يعتقد بجزم ان الله تعالى معه ناظر اليه قريب منه واقرب ما يكون العبد قريبا من الله في سجوده.
4-واثناء الدعاء يجب على المسلم ان يجتهد في الدعاء ويلح في الطلب ويصبر نفسه على معانيه بخشوع وايمان فالايمان ما هو الاتصديق وكلما ازداد التصديق بعظمة الله ووحدانيته ازداد الايمان وكلما ازداد الايمان خشع القلب فتسري في الجسد قشعريرة الخشوع ويحدث وجل القلب اثناء ذكر الله لان ذكر الله عظيم وكل ما تتصوره او تتوهمه فالله بخلاف ذلك والله اكبر من اي بعد تقديري حسمه العقل ولا تصح العبادة اذا لم يعرف العبد خالقه.قال تعالى ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) الاية اي ليعرفون
وفقنا الله ووفقكم لطاعته ولابد من المجاهدة ليحصل لك لين في القلب والصبر على ذلك ليحصل المطلوب .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
أسأل الله ان نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اعجبني هذا القول فحبيت تشاركوني الفائدة والنفع لاتنسوني من دعاكم

مـ ـنـ ـقـ ـوـل

دمــتــم بــــود
تـح ــيــآتــي